تقرير عن سرطان الثدي و مركز عبد اللطيف
من المتعارف عليه بأن سرطان الثدي هو من أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء ، وهو ورم سرطاني ينشأ في خـلايا الثدي نفسها والتي يحدث فيها تكاثر غير طبيعي في الخلايا ينتـج عنها تشكيل كتلـة بالثدي وقد تنتشر في بعض الأحيان إلى أجزاء أخرى من الجسـم عن طريـق الأوعية الدموية اللمفاوية .. حيث تشـير الدراسات إلى أن إمراة واحدة من بين كل ثمان سيدات معرضة للإصابـة بسرطان الثدي ، وتصاب أكثر من مليـون امرأة سـنويا حول العالـم بمـرض سرطان الثدي ... حيث بلغت نسبة الوفيات للسيدات بهذا المرض 7.6% ، 4.2% ، 2.3% على التوالي مابين سن ال 40ــــ50 سنه ، الأمر الذي يقـودنا إلى شكر الله أولا ، ثم إلى الـدور التوعوي والتثقيفي الكبير الذي يقدمه مركز عبد اللطيف في هذا المجال والذي انبثق عنه تقلـيل نسبة الوفيـات إلى هذا الحد نسبة لتوعيـة المجتمع بمخاطر هذا المرض الفتاك و إنخراطهم فـي حملات الكشف المبكر .
فهنالك عوامل مساعـدة تزايد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي تتمثل بالتقـدم بالعمر الـذي يتناسب طرديا مع خطر الإصابة بالسرطان، حيث أن الفئة المستهدفة للإصابة من سن 40 سنه فما فوق ، كما أن البـلوغ المبكر للفتيات والتأخر بانقطاع الطمث لـدي السيدات يلعـب دورا فـي خطر الإصابة بالسرطان وكذلك البدانة الزائدة والتأخر بسن الإنجاب لما بعد 35 سنه . كما أن الوراثـة تشكل دورا في موضوع سرطان الثـدي ، لـذا ينصح من لديها تاريـخ عائلي أن تفحص في سن أبكر من السن المستهدف للإصابة أي بسن 30 سنه .
فبعد معرفـتنا بأسباب سرطان الثـدي يمكـننا بالمقابـل الوقايـة منـه من خلال إحيـاء السنة النبوية بالمداومـة على الرضاعـة الطبيعية وكذلك إتباع نمط غذائي صحي متوازن مصاحب بممارسـة الرياضة التي قد تنعكس فوائدها على جميع الفئات العمرية بما في ذلك النساء بعد سن اليأس. أما الجانب الوقـائي الأكـبر بواسطة الكشف المبكر عـن طريق جهـاز المامـوغرام الـذي يساعـد على اكتشـاف الـورم السـرطاني وهـو صغير قـبل أن تشـعر بـه السـيدة وبالـتالي عـند اكتشـاف السرطان مبـكرا سيكون العلاج ناجحا ونسبـة النجـاة من المرض أيضا عالية تفـوق 95% بأذن الله .
فمن هذا المنـطلق حرص مركز عبد اللطيف على ترأس مبـادرة التوعيـة الصحـية لهذا المـرض بإلقاء نظره فاحصة وموضوعية للتوعية من خلال إقامة أنشطة وحملات تثقيفية تدل بما لا يدع مجالا للشك على حجم الجـهود المبـذولة بهذا الصــدد والتي يقـودها وفي المرتبـة الأولى مـركز عبد اللطـيف للكشف المـبكر التابـع للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان ، والذي يعـتبر أول مركز متخصص تبنى فكرة توطيد الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالمجان على مستوى المملكة .
الجـدير بالذكر ، أن الهـدف الأساسـي من إنشـاء مركـز عبد اللطـيف للكشف المبكر مـنذ عـام 2007 م ، هو تبـديد كل المفاهـيم الخاطئـة حـول سرطان الثـدي ونشر ثقافـة الوعي والكشـف المبكر لـدرء مخاطر هذا المرض . حيث أن مـن أهـم إنجــازات مركز عبد اللطيف بالأعـوام المنـصرمـة متمـثلـة في استقـبال أكـثر مـن (21.000) مراجعـة و اكتشاف أكـثر مـن (280) مصابـة بسرطان الثدي . وكذلك شمل الإنجـاز التوعوي عـدد كبير من المشاركات التي نظمت خارج المركـز بعدد 600 زيارة ومشاركـة توعـوية للمـدارس والمعـاهـد العلـيا والأكـاديمـيات والجـامعـات . كـما بلغـت عـدد المشـاركات بالمـراكـز النسـائيـة أكــثر مـن 400 مشــاركـة , أما المشاركة في المستشفيات والمدن السكـنية فقـد تجاوزت ولله الحمد أكثر من 100 مشاركة , بالإضافة إلى تسـيـير أكـثر مـن 40 قـافلـة من قـوافـل الكشف المبكر داخل مـدينة الرياض وخارجها على مستوى القرى والمحافظات .